أكّد الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات أن "العقوبات الأميركية على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ظالمة ولكنها لا تضعفه بل تقويه ضمن الواقع السياسي اللبناني، وهي دليل على صوابية مساره وثباته في محاربة الفساد ومواجهة إسرائيل".
وفي حديث لـ"النشرة"، شدّد بركات على أن "باسيل ليس فاسدًا أو إرهابيًا ولا حتى مجرم حرب كغيره، وهو رئيس أكبر حزب مسيحي ويترأس أكبر تكتل نيابي في البرلمان اللبناني، ومواجهته عبر العقوبات من قِبل الإدارة الأميركية انما تستهدف ضرب الوجود المسيحي في لبنان، وهذا مخطط أميركي قديم من أيام وزير الخارجية الأسبق هنري كسينجر وحتى يومنا هذا ويصب في خدمة العدو الإسرائيلي".
وفي سياق متصل، رأى بركات أنه "من الواضح أن هناك تباينًا بين الجانبين الأميركي والفرنسي حيال المبادرة الفرنسية لمساعدة لبنان، والعقوبات التي فُرضت في وقت سابق على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس فرملت إندفاعتها في مراحلها الأولى مع السفير مصطفى أديب، واليوم نرى أن العقوبات على باسيل تصبّ في خانة ضرب الإستقرار وتشكّل عاملًا معرقلًا لتشكيل الحكومة، وتوقيتها مشبوه في لحظة البحث عن إخراج لبنان من أزماته".
وأبدى بركات إعتقاده بأن "العقوبات على باسيل كُتبت بحبر لبناني، وللأسف هناك جهات في الداخل مرتبطة بالأميركيين وغيرهم ويحرضون ضد أفرقاء آخرين، وهذه الجهات لا تريد تشكيل حكومة وتسعى لإفشال رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، وتعمل على إجهاض محاولات العهد في إنتشال البلد من أزماته وإبقائه في حالة الإنهيار".
وشدّد بركات على أن "الرد على هذه المحاولات يكون بالإسراع في تشكيل الحكومة بعيدًا عن الإستنسابية وعلى قاعدة تمثيل الجميع في حكومة إنقاذ وطني حقيقي، فالبلد بحاجة إلى ورشة عمل ينخرط فيها الجميع"، معتبرًا أنه "لا يجوز تحت شعار حكومة الإختصاصيين أن يسمّي أحد وزراء الآخرين، وما أعلن عنه باسيل في كلمته أمس لجهة تحديد عدد الوزراء وعدم جمع وزير بحقيبتين، بالإضافة إلى توزيع الحقائب والأعداد على الطوائف والكتل، مع وجوب اعتماد آلية واحدة لتسمية الوزراء، هذا يشكل طرحًا متقدمًا لتسهيل تشكيل الحكومة"، مؤكدًا أن "على الحريري العمل على تشكيل حكومة جامعة لا تستهدف أي فريق على المستوى السياسي أو الطائفي، فالبلد لا يحتمل مزيدًا من التسويف والمماطلة، كما أنه لا يجوز اللعب بالتوازنات الداخلية، إلا اللهم إذا كان هناك من يسير وفق المخطط الأميركي".
وفي الختام، لفت بركات إلى أن "لا أعتقد أن الإدارة الأميركية الجديدة ستستمر بنفس سياسة إدارة دونالد ترامب، فهو مارس البلطجة على مستوى العالم ككل وعلى لبنان بطريقة غير مسبوقة، وإن كان الوقوف إلى جانب إسرائيل يجمع بين الإدارتين إلّا أن الديمقراطين برئاسة الرئيس المنتخب جو بايدن سيمارسون سياسة هادئة ويحاولون لملمة الوضع في المنطقة، ولن تتعاطى إدارة بايدن مع الملف اللبناني بنفس الحدّة والشراسة التي تعاطى بها ترامب".